وكالة أنباء الحوزة - لايمكن أن نحكم على ما يحدث في اليمن من خلال الأسباب العادية الظاهرية فالاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا ومعها إسرائيل وكل أموال السعودية والإمارات مع كل ما لديهم من قوة وتمدهم الجيوش في كثير من الدول يقف الجميع في مقابل شعب يعد من افقر الشعوب في العالم،لكنهم هزموا جميعا.
اليست قصة اليمن تشبة قصة أصحاب الفيل الذين هزمتهم طيور الابابيل.
إن هنالك قوة الهيه غيبية تمد أهل اليمن بالمدد الالهي الرباني، هنالك وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى.
فحسب القواعد العسكرية كان يجب هزيمة اليمن في فترة أسبوع او أسبوعين وكانت كل الأسباب العلمية والعسكرية اليقينية وكل المحللين العسكريين قالو بأن سقوط اليمن من الأمور الحتمية مئة في المئة وكان كل أصحاب الدراسات العسكرية الإستراتيجية اعلنوا ذلك؛ لأن أكثر دول الاستكبار في العالم ومعها الكثير من دول العالم الثالث تقف مع السعودية والإمارات.
وعندما نرى ما يحدث في جبهات القتال وما نسمع من أخبار الجبهة وما ينقل إلينا من أسرار الله في الجبهة يجعلنا نستيقن بأن هنالك قوة غيبية تمد اليمنيين بالمدد الإلهي والعون الرباني، ونجد أن الله أمد بقدرته أهل اليمن فاسقطوا عرش على محسن الأحمر وعرش على عبد الله صالح بطريقة غيبية ربانية، وأسقطوا القدرة الأسطورية لعملا أمريكا والسعودية في اليمن بسواعد خالية من المال ومن القدرة العسكرية.
واليوم يقف أهل اليمن أمام أعظم ترسانة عسكرية في العالم بسواعد خالية من المال والسلاح.
وأريد هنا ذكر معجزة كبرى ربانية أخرى في اليمن وهي معجزة التحول الذي حدث في الشعب اليمني لا سيما في شباب اليمن، وهذا الأمر من آيات الله الكبرى،فالشباب اليمني لم يكن بهذا المستوى، ولكن الآن تجد الشباب يعيشون مع الله ومع كتاب الله ويستقبلون الطيران الأمريكي الإسرائيلي السعودي وقلوبهم تستبشر بلقاء الله، وهذا التحول المعنوي في شباب اليمن يحدث
بطريقة غيبية لا يمكن أن تستوعب إلا بالإيمان بالغيب والإيمان بان آيات الرحمان تقف مع أهل اليمن،ومن المستحيل فهم التحول الذي حدث في شباب اليمن وفهم هذه التضحية والفداء في نفوسهم وفهم محبتهم للسيد القائد العظيم عبد الملك الحوثي إلا بأن نؤمن بأن الله غرس محبة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في قلب الشعب اليمني لاسيما في قلب شباب اهل اليمن،وغرس في قلوبهم محبة السيد القائد الشهيد العظيم حسين الحوثي وغرس في نفوسهم محبة محاضرات السيد حسين الحوثي ومحاضرات السيد عبد الملك الحوثي.
وهذا التحول في نفوس شعب اليمن لا يمكن تفسيره إلا بأن إرادة الله ولطف الله ونصر الله وآيات الله ومدد الله وقدرة الله مع أهل اليمن.
إن أمريكا وإسرائيل والقدرة العسكرية الكبرى ﻷمريكا ومن معها من السعودية والإمارات ومعهم الكثير من دول العالم منذ سبع سنوات يقتلون أهل اليمن ويخوفونهم بالموت جوعا والإبادة الجماعية،ولكن الشعب اليمني بسبب إيمان بالله وبالقرآن الكريم يردد ليلا ونهارا (حسبنا الله ونعم الوكيل )، ويقولون لهم الله معنا ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) [آل عمران:173].
لقد آمنوا بأن القدرة هي قدرة الله والنصر من الله،وببركة الإيمان بالله والتوكل على الله صبروا على الجوع والفقر والحصار والقتل والأمراض.
وقد وصلت إلى سمعي عشرات القصص من جبهات قتال أهل اليمن مع الأمريكان والصهاينة ومن معهم من دول كثيرة تبين لنا هذه القصص بأن الكثير من المقاتلين اليمنيين تلقى عليهم كل أنواع الأسلحة من كل صوب ومكان،ولكن كأن هنالك هالة من النور الإلهي تحيط بالمقاتلين اليمنيين من كل صواب ومكان تحميهم بقدرة غيبية ربانية،وهذا هو معنى أن النصر من عند الله، وهذه الأمور من الطاف الله؛ لأن أمر القتل والقتال مع أعداء الله المستكبرين الظالمين هو بيد الله ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم )[سورة الانفال: 17].
إن ما يحدث في اليمن يذكرني بما حدث في غزوة الأحزاب حين اجتمع الكفر والاستكبار العالمي ضد رسول الله ومن معه،لكن رسول الله أخذ حفنة من التراب ورماها إلى جهة الكفار وقال (شاهت الوجوه) فرأى الكفار عاصفة من التراب تكاد أن تبتلعهم وتحقق النصر الإلهي فقال تعالى ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) [صورة الانفال:17] وفي اليمن تحدث معجزات للمقاتل اليمني بنفس صورة المعجزة التي حدثت لرسول الله في غزوة الأحزاب.
اللهم أرفع البلاء عن شعب اليمن العظيم.
عصام العماد